مقتطفات اجتماعية

ضرب الحبيب مثل أكل “الزبيب” !

ضرب الزوجات

نسمع كثيرا عن ضرب الأزواج لزوجاتهم، ولكن من النادر ان نسمع عن ضرب الزوجات لأزواجهم.

لا توجد بيانات دقيقة، وربما ان العدد أكبر من المصرح به من خلال المصادر المختصة

وذلك بسبب أسباب متعلقة بنظرة المجتمع للرجل ومكانته بالنسبة للمرأة، والصورة النمطية للمرأة أنها كائن رقيق وأنها الأضعف في علاقتها بالرجل الذي يتفوق عليها على الأقل ماليا وجسديا في أغلب ا لأحيان (وليس كلها)، وهذه الصورة ربما تجعل تصور امرأة تعنف زوجها أمرا مستبعدا أو على الأقل مستهجنا أو طريفا

 فقد كشفت دراسة حديثة بمركز بحوث الجرائم التابع للأمم المتحدة، أن مصر في المركز الأول عالمياً في قائمة أكثر النساء في العالم اعتداء على الأزواج بنسبة 28%، تليها الولايات المتحدة بنسبة 23%، ثم بريطانيا 17%، والهند بنسبة 11%.

وقد استندت الدراسة إلى محاضر الشرطة ومحاضر الاستقبال في المستشفيات، كذلك إلى استطلاعات رأي شرائح مجتمعية.

والغريب ان تلك الظاهرة منتشرة أكثر في الشرائح الغنية والمتوسطة أكثر من الفقيرة. وفي المحافظات الحضرية أكثر من القروية، وخاصة القاهرة والإسكندرية كانت النسبة الكبرى لتلك الحالات، ولكن يجب الإشارة ان أغلب حالات الضرب تكون رد فعل لممارسة العنف من الزوج، كما بينت الدراسة بان اغلب النساء اللاتي قمن بتعنيف ازواجهن أو اختزالا لديهن تاريخ من العنف في مرجلة الطفولة وربما انهن قد تأثرن بذلك.

الضرب قد يصل الى القتل!

في عام 2015 لقي فلاح مصري “52 عاماً” مصرعه بمحافظة كفر الشيخ، بعدما تعرض للاعتداء على يد زوجته باستخدامها العصا على رأسه لمحاولته منعها من ضرب أبنائهما.

حيث تلقى مدير أمن كفر الشيخ، تلقى إخطارًا من مدير المباحث الجنائية، بورود بلاغ من أهالي قرية المشارقة بوفاة فلاح إثر إصابته بالرأس والوجه.

وكشفت التحريات أن زوجة المجني عليه “27 عاماً”، تعدت على زوجها بعصا غليظة على رأسه مما أحدث إصابته بالوجه والرأس وتوفى متأثراً بإصابته، وذلك عندما حاول الزوج التدخل لمنعها من تعنيف نجلهما “6 سنوات”، وتعرض الزوج لعدة إصابات بالرأس والوجه أدت لوفاته.

وأمام رئيس المباحث الجنائية، أقر الطفل بما حدث وقال إن والده كان يدافع عنه فأصابت والدته راسه بالعصا فسقط مغشيًا عليه، كما اعترف الطفل أمام رئيس النيابة على والدته، فقررت حبس المتهمة أربعة أيام على ذمة التحقيقات.

وقد كانت القاتلة قد انكرت ضربها لزوجها الا ان الطفل ببراءته التي ترفض الكذب أشار الى والدته فكان سببًا في سجن أمه التي أصرت على انكارها بقتلها لزوجها بالتعدي عليه بالضرب على رأسه بالعصا عندما تدخل للدفاع عنه أثناء تعدى والدته عليه.

يمكنك ايضا الاطلاع على موضوع عشق القدمين لدى البعض.

اما في اليمن فقد اقدمت امرأة على قتل زوجها بطريقة غريبة بمحافظة المحويت، ضمن جرائم العنف الأسري.  فقد قتلت زوجها ثم ألقت به من أعلى قمة جبل شاهق في منطقة “بيت ردمان” بعزلة الغربي الأعلى بمحافظة المحويت.

وكادت الجريمة أن تخفى، حتى بدا مغسلو الضحية الشروع في تغسيله استعدادا لدفنه، إذا بهم يكتشفون اثار غريبه في جسده، الأمر الذي أثار الشكوك والتوقف عن الغسل والدفن والتحقيق مع زوجته التي اعترفت بالجريمة على الفور وذلك بعد ان اقرت بانهما اختلفا ووصل بهما الامر الى العنف قبل ان تقرر قتله.

ضرب الحبيب
ضرب الحبيب

عنف النساء كرد فعل

أوضحت دراسات بان اغلب العنف الصادر من المرأة بانه يأتي كرد فعل للعنف الذي يقوم به ازواجهن، والبعض الاخر يكون رد فعل للضغوطات التي تتعرض لها منه.

وضرب الزوجة لزوجها قد يكون حدثا عارضا في لحظة انفعال شديدة تصرفت فيها الزوجة بدافع من القهر الشديد الواقع عليها من زوجها، وقد يكون امر اعتادت عليه و متكررا منذ فترة طويلة بين الزوجين.

, ولكن في الواقع حين تتعرض المرأة باستمرار للقهر والاستبداد والإهانة والقسوة لمدة طويلة، أو حين يمارس زوجها معها ألوان من العدوان السلبي فإنها تتفجر بد اخلها قوة انتقام هائلة تمنحها طاقة عدوانية غير متوقعة لأحد، وهذه الطاقة لا تمكنها فقط من الضرب ولكن أحيانا تمكنها من القتل بأبشع الوسائل (تقطيع الزوج وتعبئته في أكياس).

 ومع ذلك يضل ضرب الزوجة لزوجها غير مبرح وكأنه فقط تعبير عن شعورها بالظلم الإهانة، وغالبا ما يكون ذلك بيديها، وأحيانا تستخدم المرأة بعض الأسلحة الخفيفة المتاحة لها كالحذاء أو المنفضة أو المقشة أو أي شيء من أدوات المطبخ. وإذا شعرت المرأه بالغيرة الشديدة فإنها ربما تستخدم أسلحة ثقيلة وخطيرة.  ومن حسن الحظ أن المرأة العربية حتى الآن لم تتطور أسلحتها فمازالت بعيدة عن استخدام الأسلحة النارية ولكن مع هذا لا أحد يعرف ماذا تخبئه الأيام القادمة.

  انواع الضرب النسائي

ضرب بدافع المزح

بعض الزوجات يملن إلى المزاح باليد مع الزوج ويجدن متعة في ذلك، وربما يبادلهن أزواجهن نفس المتعة خاصة أن المزاح يعطى شعورا بالمرح وبالألفة الزائدة وأحيانا يحتاجه بعض الأزواج أو تحتاجه بعض الزوجات لتحريك مشاعر أكثر عمقا وحرارة، وقد يكون ذلك تمهيدا لما هو أعمق.

الضرب الدفاعي

تقوم المرأة بالرد على عدوان زوجها، فإذا بدا الزوج ب طمها على وجهها شعرت بالإهانة لذا تقوم بالرد فترد له اللطمة مباشرة أو دفعته بعيدا عنها أو حملت عصا أو سكينا في مواجهته بهدف وقف عد وانه أو الرد عليه.  والزوجة في هذه الحالة لا تمارس العدوان على زوجها إلا دفاعا عن نفسها.

الضرب الإنتقامي

وهو نتيجة قهر مستمر أو استبداد بالرأي أو قسوة زائدة من جانب الزوج أو حالة غيرة شديدة أشعل نارها في قلب زوجته.  والزوجة في هذه الحالة لا يكون الضرب بشكل استجابة مباشره لمشاعرها انما نتيجة تراكمية لتحملها لفتره طويله حتى يترا كم بداخلها مخزون كبير من العدوان والرغبة في الانتقام، إلى أن تحين ا للحظة التي تبلغ فيها هذه المشاعر ذروتها فتظهر عدوانيها، وهنا يأخذ العدوان صورا شديدة القسوة وغير متوقعة من المرأة.

ضرب الزوجة السادية للزوج المازوخي

 حيث تكون الزوجة سادية فتستمتع بضرب زوجها و إهانته وغالبا ما يكون الزوج لديه سمات مازوخية فيستمتع بهذا الضرب (على الرغم من شكواه الظاهرية من ذلك). وفي هذا النمط يكون الضرب امر متكرر في العلاقة الزوجية ولذا تكون العلاقة بينهما مستمرة لأن الطرفين في الحقيقة يستمتعان بذلك (أيضاً على الرغم من شكواهما الظاهرية).

ضرب الزوجة المسترجلة للزوج السلبي الاعتمادي

في هذه الحالة تكون المرأة اكثر قوة وسيطرة، والرجل  و سلبى ضعيف و منسحب، وبالتالي تجد حيث تدير المرأة دفة القيادة وبالتالي تكون الامرة والناهية والمتحكمة في القرارات، فإذا حدث منه ارتكب اي خطأ تقوم بتوجيهه واحيانا ضربه, وهو يتقبل ذلك أو لا يتقبله ولكنه لا  يستطيع الاستغناء عنها وعن حمايتها له , ولهذا يتكرر سلوك الضرب من الزوجة لزوجها دون حدوث انفصال أو طلاق لأن العلاقة هنا تحمل مصالح متبادلة واحتياجات متوازنة رغم  أنها غير مقبولة اجتماعيا , وهذا  ما يسمى ” سوء التوافق المحسوب”.

  وأحيانا يكون استرجال المرأة طبيعة فطرية فيها، وأحيانا أخرى يكون مكتسبا بسبب إهمال الرجل لمسئولياته وتحليه بصفات السلبية والاعتمادية مما يجعل الزوجة تتحمل مسئولية الأسرة بالكامل وشيئا فشيئا تكتسب صفات القوة والخشونة لكي تحافظ على استقرار الأسرة، فالاسترجال في هذه الحالة ليس صفة أساسية فيها ولكنه من صنع الرجل لذلك يجنى ثماره المرة.  

والمشكلة في هذا الشكل من العنف وسابقه ليست في التأثير النفسي على الزوج (فهو في الحقيقة متقبل ذلك برضا أو عدم رضا) ولكن المشكلة تكمن في تأثر صورة الأب أمام أبنائه وأيضا في صورة الأم لأن هذا يؤدى إلى صور تربوية مشوهة ومعكوسة تنطبع في أذهان الأبناء والبنات فتؤدى إلى مشاكل جمة في علاقاتهم ببعضهم البعض والمستقبلية مع ازواجهم، لأنهم لم فهذا الوضع ليس الوضع السليم والصحي والطبيعي للزوج والزوجة.

ضرب المرأة المريضة نفسيا

وهذه حالة خاصة تكون مدفوعة بأفكار ومشاعر مرضية تدفع المرأة لضرب زوجها (أو غيره)، ويحدث هذا في حالات الهوس والوسواس القهري أو الإدمان أو اضطراب الشخصية.

مقالات ذات صلة