ملخص كتاب “نظام التفاهة”

التفاهة

المضحوك عليهم

من أين بدأت هذه المسرحية؟ وكيف فُقدت الحِرف؟ ولماذا نسمع عن أعمال شديدة السطحية؟ يرى الكاتب أن السبب في ذلك هو ازدياد التخصصات والتفرعات، كل تفرع يبدأ بالتفرع أيضا أكثر، إلا أن من يعمل على الفرع الأول لا يُدرك طبيعة الفرع الثاني، بل لا يستطيع فهم آلية عمل المنتج النهائي، ويضرب الكاتب مثالا على ذلك: فهو قادر على وضع شريحة الجُبن في الساندويتش، بل هو جيد جدًّا في هذه الوظيفة، لكنه لا يستطيع صناعة الساندوتش كاملًا!

لذا ظهرت التخصصات الدقيقة جدًّا والمتفرعة، والموضوعات التي تحتوي على تفاصيل اكثر و التي تجعل صاحبها ذو وعي ضيق وفكر ضيق لكنه يعتقد أنه يعرف كل شيء. أصبح العُمال مجرد أدوات، تؤدي جزءًا مُختزلًا مطلوبًا لزيادة رأس المال، إنه يتصرف ضمن إطار ميكانيكي بحت، ثم يبدأ في الترقي في عمله تدريجيًّا حتى يشغل موقع سُلطة، ويتم استبعاد بذلك أصحاب الكفاءة العالية أو غير الأكفاء.

فيبدأ النظام يُنتج هذا النوع من الأفراد لأنه يصب في مصلحته، أن يكون الفرد مُختزلًا أُميًّا ثانويًّا خبيرًا فارغًا حيث لا يمكن تغييره او ان يفكر في التغيير؛ فهذا هو المطلوب.

لغة التفاهة

ويستخدم التافهون لغة العاطفة على الأغلب والقصص من اجل جذب الانتباه، ولغة تملأ النفوس بالحماس الأجوف، وتراهم يستخدمون الكلمات الرنانة والتي لها وقعها في النفوس.

يرى الكاتب أن نظام التفاهة يدفع بالجميع إلى التكلم في كل شيء وبذلك أعطت مساحة الحديث لمن لا يستحقها فتصبح التفاهة هي المتصدرة وعليك فقط أن تتقن مهارة أن لا يكون لك رأي في اي شيء يقولوه، فإذا خالفتهم فانت غير مرحب بك وإذا وافقتهم سيتم الترحيب برأيك.

كذلك يستخدم التافهون اسلوب الحشو بالكلمات المعقدة التي لا يفهمها البقية حتى تظهرهم في مظهر المثقف وكأنها كلمات مشفرة بين التافهين حتى يعرف بعضهم بعضاً وبذلك يكون مرحباً بأصحاب المصطلحات المعقدة بين التافهين.

التفاهة الاكاديمية

ولا يستثني وجود تفاهة أكاديمية حيث ازدياد التخصصات تجعل التركيز في اتجاه واحد، مما يفقد الكثير القدرة على المشاهدة أكثر في الاتجاهات المتنوعة.

يرى الكاتب بأن السبب الرئيسي هو الاقتصاد في ظهور نظام التفاهة، و تعامل الدول مع مواطنيها كأدوات اقتصادية لزيادة رأس المال فقط، فأصبح الأمر مجرد ادارة عملية كبيرة خالية من المفاهيم.

ويرى الكاتب أيضا باننا ابتعدنا عن عملية المعرفة ، وهي العملية التي نكتشف من خلالها وعينا وما هو قادر عليه ، من خلال إسعاد الشخص المبتكر بعمله ، سواء كان صغيرًا أو كبيرًا. فأصبحت التفاهة هي العنوان السائد في المجال المعرفي والعلمي ، لدرجة أنها تعطي الانطباع باستحالة إضافة شيء جديد

ولأن نظام المؤسسة التعليمية يعتمد على إظهار فقط ما تريده المؤسسة من المبتكر والمبدع ، فهم بذلك يدفنون الكثير من المواهب والكثير من المعرفة. الى ذلك فان الاقتصاد أيضا دور كبير في التأثير على هذا النظام من التفاهة وأصبحت هذه المؤسسات التعليمية هدفها هو الكسب في مقابل الإنتاج المعرفي الحقيقي! ومن الامثلة على ذلك ما قامت به شركة كوكا كولا حينما مولت دراسة علمية لتثبت أن سبب السمنة هو نقص ممارسة الرياضة لا زيادة السعرات الحرارية!

شبح الاقتصاد

يتحكم الاقتصاد في جميع جوانب المجتمعات الحديثة ، فهو العمود الفقري وزعيم الحياة ، ونحدد ما إذا كانت الدولة قوية أم ضعيفة بناءً على اقتصادها. لكن اقتصاد اليوم ليس مثل اقتصاد الأمس ، حيث تغير كل شيء ولم يعد العالم بحاجة إلى الهياكل التقليدية التي كانت سائدة في العوالم القديمة.

سيطرت البورصات والمضاربات المالية على جميع جوانب الاقتصاد العالمي وأصبح من المستحيل الخروج من قبضة رأس المال العابر للقارات ، الذي تسيطر عليه خوارزميات غير معروفة.

أولئك الذين يتحكمون في النظام الاقتصادي الحديث، وخاصة في الدول الرأسمالية الكبيرة، هم مجموعة صغيرة جدًا تتحكم في كل شيء وتتحكم في كل الأحداث خلف الستار ولا يمكنك حتى أن تلاحظها أو تحدد ميزات وظائفهم.

وهنا خطورة نظام التفاهة ، حيث يعمل كل شيء وفق محططات واستراتيجيات هدفها الأساسي: التمويه والتضليل وخداع العالم بعناوين مختلفة.عناوين ستبدو للجميع جميلة وبراقة ومدعاة للفخر، لكن ضمن هذه العناوين معاني مختلفة تمامًا مليئة بالسوء ، وهذا هو النظام المالي الحديث.

يمكنك الاطلاع على مقالة العمل من خلال الانترنت

الثقافة الجاهلة

نظام التفاهة لا يقتصر فقط على الجانب العلمي والمعرفي أو عالم الاقتصاد والمال. بل أخطر ما فيها أنها بنية متكاملة تصل إلى قضايا الثقافات والحضارات وجميع الأبعاد الروحية للإنسان.

على سبيل المثال ، يخدم المال الجانب الفني و يستخدمه للتعبير عن نفسه كوسيلة وسيطة للتأثير على التفاهة ، لأن المال لن يبتعد أبدًا عن توجيه الفن والتراث البشري إلى الأغراض التي يريدها الرأسمالي.

أخطر ما في نظام التفاهة هو أنه يمتلك القدرة على تغيير رأس المال الثقافي إلى أشياء حمقاء ، لأنه يجبر الفنانين على التصرف وفقًا لأهداف السوق ، وليس وفقًا لأهداف عملية الإبداع الخاصة بهم. وإذا لم يخضع الفنان لهذا ، فلن يتم الاعتراف به.

يرى الكاتب اننا يجب ان نعمل على تغيير هذا النظام ولو تعلق الأمر بجانب محدد و صغير كتغيير النظام البيئي مثلا. واننا يجب ان نبذل مجهودا كبيرا من أجل الخروج من هذه الدائرة التي جعلت من التفاهة واقعا.

 

انتشر الذوق الرديء والانحطاط والفراغ الفكري بسرعه، ويبرز الأشخاص ذوي الفكر الفارغ والتفاهة والإمكانيات البسيطة، أو الجاهلين، أو أصحاب الرأي السطحي، وقد تصفهم كلمة “Mediocracy”، والتي تعني النظام الاجتماعي الذي تكون الطبقة المسيطرة فيه هي طبقة الأشخاص التافهين. والذي يدير هذه اللعبة قانون الكسب والخسارة، الفقر والغنى،

فكلما زادت ثروتك و إزدادت شهرتك وسمعتك بلا شك أنت في المُقدِّمة. والمؤسف أن الذين يديرون هذه اللعبة هم من أصحاب القيم والطموحات المتدنية فهم الأقرب إلى متطلبات العصر. يعلم التافهون بأنهم أصحاب محتوى تافه ويسعى كل منهم الى الاخر فيشكلون سلطة قوية مسيطرة تجذب المزيد من الاتباع. فترى أناسًا يعملون على إنتاج الوجبات لكنَّهم لا يعرفون الطبخ في البيت، وترى الرجل يبيع الكُتب لكنه لا يقرأها، وترى العُملاء يعطونك تعليمات لإصلاح الهاتف لكنهم لا يستطيعون إصلاح هواتفهم، إننا فقط نؤدي أدوارًا في مسرحية كُبرى إلا أننا نتعب بلا شك.

المضحوك عليهم

من أين بدأت هذه المسرحية؟ وكيف فُقدت الحِرف؟ ولماذا نسمع عن أعمال شديدة السطحية؟ يرى الكاتب أن السبب في ذلك هو ازدياد التخصصات والتفرعات، كل تفرع يبدأ بالتفرع أيضا أكثر، إلا أن من يعمل على الفرع الأول لا يُدرك طبيعة الفرع الثاني، بل لا يستطيع فهم آلية عمل المنتج النهائي، ويضرب الكاتب مثالا على ذلك: فهو قادر على وضع شريحة الجُبن في الساندويتش، بل هو جيد جدًّا في هذه الوظيفة، لكنه لا يستطيع صناعة الساندوتش كاملًا!

لذا ظهرت التخصصات الدقيقة جدًّا والمتفرعة، والموضوعات التي تحتوي على تفاصيل اكثر و التي تجعل صاحبها ذو وعي ضيق وفكر ضيق لكنه يعتقد أنه يعرف كل شيء. أصبح العُمال مجرد أدوات، تؤدي جزءًا مُختزلًا مطلوبًا لزيادة رأس المال، إنه يتصرف ضمن إطار ميكانيكي بحت، ثم يبدأ في الترقي في عمله تدريجيًّا حتى يشغل موقع سُلطة، ويتم استبعاد بذلك أصحاب الكفاءة العالية أو غير الأكفاء.

فيبدأ النظام يُنتج هذا النوع من الأفراد لأنه يصب في مصلحته، أن يكون الفرد مُختزلًا أُميًّا ثانويًّا خبيرًا فارغًا حيث لا يمكن تغييره او ان يفكر في التغيير؛ فهذا هو المطلوب.

لغة التفاهة

ويستخدم التافهون لغة العاطفة على الأغلب والقصص من اجل جذب الانتباه، ولغة تملأ النفوس بالحماس الأجوف، وتراهم يستخدمون الكلمات الرنانة والتي لها وقعها في النفوس.

يرى الكاتب أن نظام التفاهة يدفع بالجميع إلى التكلم في كل شيء وبذلك أعطت مساحة الحديث لمن لا يستحقها فتصبح التفاهة هي المتصدرة وعليك فقط أن تتقن مهارة أن لا يكون لك رأي في اي شيء يقولوه، فإذا خالفتهم فانت غير مرحب بك وإذا وافقتهم سيتم الترحيب برأيك.

كذلك يستخدم التافهون اسلوب الحشو بالكلمات المعقدة التي لا يفهمها البقية حتى تظهرهم في مظهر المثقف وكأنها كلمات مشفرة بين التافهين حتى يعرف بعضهم بعضاً وبذلك يكون مرحباً بأصحاب المصطلحات المعقدة بين التافهين.

التفاهة الاكاديمية

ولا يستثني وجود تفاهة أكاديمية حيث ازدياد التخصصات تجعل التركيز في اتجاه واحد، مما يفقد الكثير القدرة على المشاهدة أكثر في الاتجاهات المتنوعة.

يرى الكاتب بأن السبب الرئيسي هو الاقتصاد في ظهور نظام التفاهة، و تعامل الدول مع مواطنيها كأدوات اقتصادية لزيادة رأس المال فقط، فأصبح الأمر مجرد ادارة عملية كبيرة خالية من المفاهيم.

ويرى الكاتب أيضا باننا ابتعدنا عن عملية المعرفة ، وهي العملية التي نكتشف من خلالها وعينا وما هو قادر عليه ، من خلال إسعاد الشخص المبتكر بعمله ، سواء كان صغيرًا أو كبيرًا. فأصبحت التفاهة هي العنوان السائد في المجال المعرفي والعلمي ، لدرجة أنها تعطي الانطباع باستحالة إضافة شيء جديد

ولأن نظام المؤسسة التعليمية يعتمد على إظهار فقط ما تريده المؤسسة من المبتكر والمبدع ، فهم بذلك يدفنون الكثير من المواهب والكثير من المعرفة. الى ذلك فان الاقتصاد أيضا دور كبير في التأثير على هذا النظام من التفاهة وأصبحت هذه المؤسسات التعليمية هدفها هو الكسب في مقابل الإنتاج المعرفي الحقيقي! ومن الامثلة على ذلك ما قامت به شركة كوكا كولا حينما مولت دراسة علمية لتثبت أن سبب السمنة هو نقص ممارسة الرياضة لا زيادة السعرات الحرارية!

شبح الاقتصاد

يتحكم الاقتصاد في جميع جوانب المجتمعات الحديثة ، فهو العمود الفقري وزعيم الحياة ، ونحدد ما إذا كانت الدولة قوية أم ضعيفة بناءً على اقتصادها. لكن اقتصاد اليوم ليس مثل اقتصاد الأمس ، حيث تغير كل شيء ولم يعد العالم بحاجة إلى الهياكل التقليدية التي كانت سائدة في العوالم القديمة.

سيطرت البورصات والمضاربات المالية على جميع جوانب الاقتصاد العالمي وأصبح من المستحيل الخروج من قبضة رأس المال العابر للقارات ، الذي تسيطر عليه خوارزميات غير معروفة.

أولئك الذين يتحكمون في النظام الاقتصادي الحديث، وخاصة في الدول الرأسمالية الكبيرة، هم مجموعة صغيرة جدًا تتحكم في كل شيء وتتحكم في كل الأحداث خلف الستار ولا يمكنك حتى أن تلاحظها أو تحدد ميزات وظائفهم.

وهنا خطورة نظام التفاهة ، حيث يعمل كل شيء وفق محططات واستراتيجيات هدفها الأساسي: التمويه والتضليل وخداع العالم بعناوين مختلفة.عناوين ستبدو للجميع جميلة وبراقة ومدعاة للفخر، لكن ضمن هذه العناوين معاني مختلفة تمامًا مليئة بالسوء ، وهذا هو النظام المالي الحديث.

يمكنك الاطلاع على مقالة العمل من خلال الانترنت

الثقافة الجاهلة

نظام التفاهة لا يقتصر فقط على الجانب العلمي والمعرفي أو عالم الاقتصاد والمال. بل أخطر ما فيها أنها بنية متكاملة تصل إلى قضايا الثقافات والحضارات وجميع الأبعاد الروحية للإنسان.

على سبيل المثال ، يخدم المال الجانب الفني و يستخدمه للتعبير عن نفسه كوسيلة وسيطة للتأثير على التفاهة ، لأن المال لن يبتعد أبدًا عن توجيه الفن والتراث البشري إلى الأغراض التي يريدها الرأسمالي.

أخطر ما في نظام التفاهة هو أنه يمتلك القدرة على تغيير رأس المال الثقافي إلى أشياء حمقاء ، لأنه يجبر الفنانين على التصرف وفقًا لأهداف السوق ، وليس وفقًا لأهداف عملية الإبداع الخاصة بهم. وإذا لم يخضع الفنان لهذا ، فلن يتم الاعتراف به.

يرى الكاتب اننا يجب ان نعمل على تغيير هذا النظام ولو تعلق الأمر بجانب محدد و صغير كتغيير النظام البيئي مثلا. واننا يجب ان نبذل مجهودا كبيرا من أجل الخروج من هذه الدائرة التي جعلت من التفاهة واقعا.