اجتماعي

الحب من اول فلتر

المقدمة

ربما وقع احدنا في فخ “الحب من اول فلتر” من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تتعرف على فتاة جميلة وتتقدم لخطبتها. وعندما تلتقي بها للمرة الأولى، تشعر بالصدمة فالتي أمامك شخص آخر ومختلف كلياً عن تلك التي شاهدتها من خلال الصور. ويتضح لك في النهاية أن كل ما رايته كان مجرد فلتر !

وهذا ما حدث ل م.م.ع الذي تقدم للزواج بفتاة أعجب بصورها بعد تعارفهما عن طريق «السناب شات». وتفاجأ بعد توجهه لطلب يدها من ذويها بأن صورتها في الواقع مختلفة تماماً عن الصورة التي عرفها من خلاله، مما تسبب لهم في إحراج كبير.

الحب من اول فلتر- الفلتر “خدعة ”

يرى الناس تقنية الفلتر “التصفية” التي تعدل ملامح الوجه وألوانه على أنها “خادعة”، موضحين أنها تعطي صورة مختلفة عن الواقع، مما يخلق الكثير من المواقف المحرجة لهم، خاصة لمن يخططون للزواج، فينخدعون بالصور ثم عند النظرة الشرعية تكون الصدمة!

بينما ترى الفتيات أن الهدف من استخدام هذه التقنية هو إعطاء شكل أفضل من خلال تصفية الوجه من الآثار وتعديل الملامح.

يرى ج.م.  بأن تغيير الملامح يجب ان تعرّض صاحبه للمساءلة القانونية في حال كان التصوير لغرض معين وتبين أن الصورة تنطوي على شيء من الخداع أو التزييف. فقد وقع في فخ الفلاتر هو أيضا. حيث وعند النظرة الشرعية، فوجئ بوجود خطوط وتشوهات في وجه الفتاة التي أحبها من خلال فلاتر الأنساب. مرجحا بان تكون الصورة التي عرضتها عليه قديمة، أو أن تكون لجأت إلى الفلتر.

بينما يرى ع.ا   أن «إخفاء العيوب بالمساحيق أو باستخدام التقنيات الحديثة، أو حتى باللجوء إلى عمليات التجميل، يعكس فقدان الثقة بالذات إلى جانب أنه نوع من الغش، ويؤكد أن الشكل الخارجي أصبح اليوم صاحب الكلمة العليا في العلاقات الإنسانية».

الحب من اول فلتر والطلاق

يرى المختصين الاجتماعيين أن استخدام “فلتر سناب شات” لتحسين ملامح الوجه بات ظاهرة مخيفة، وما يزيد من خطورتها هو استخدامها في النظرة التي تأتي عوضا عن الرؤية الشرعية قبيل الزواج، وهذا ما يزيد من حالات الطلاق لاحقا.

وقد انتشرت هذه الظاهرة بشكل ملحوظ مع بداية أزمة كورونا في التعارف بين الخاطب والمخطوبة.

حيث لجأ كثير من الراغبين في الزواج في السعودية وبعض دول الخليج الأخرى إلى تبادل الصور قبل الارتباط من خلال البرامج.

ولا يقتصر الامر على الفتيات فقط، ففي كثير من الحالات، يتبادل الرجال أيضا صورهم مع النساء مستخدمين ما يوفره تطبيق “سناب شات” من خاصية الفلاتر” لتنقية الصور وتجميلها، مما يعطي نظرة غير واقعية عن الشخص نفسه.

ودفع الوباء الراغبين بالزواج إلى الاعتماد على الصور بدلا مما يسمى بالرؤية الشرعية” في دول الخليج، ما أسهم بشكل مباشر في رفع نسب الطلاق بسبب “الخداع والغش”.

وفي أحد الحالات في دولة خليجية طلب رجل رفع قضية طلاق في المحكمة؛ لأنه غير قادرة على تقبل شكل زوجته.

حيث وبعد سنة واحدة من الزواج طلب الطلاق بسبب أنه رأى امرأة مختلفة تماما عما رآه في الصورة.

يمكنكم ايضا قراءة لم اتزوج من اجببت

حب من اول فتر
حب من اول فلتر

الفلتر والصحة النفسية

الأبحاث الخاصة بعلم النفس تشير إلى أن هناك تأثيرا لفلاتر الوجه على الصحة النفسية للمستخدم وخاصة في عمر المراهقة.

 فهي الى جانب الايجابية التي تعكسها في نفوسهم غير أن الإفراط في استخدام تلك الفلاتر يمكن أن يؤدي إلى ما يسمى باضطراب التشوه الجسمي أو ما يطلق عليه “ديسمورفوبيا-dysmorphobia”.

غير انها تشير الى ان الفلتر يؤدي إلى الهوس والإدمان فقط في حال كان للمستخدم قابلية نفسية لذلك.

فقضاء وقت طويل لتعديل الصورة أو في اختيار الفلتر الأفضل للوصول إلى الكمال يعد مؤشر قوي للإصابة باضطراب “تشوه الجسم”.

وفقًا لموقع Mayo Clinic على الويب، فإن “اضطراب تشوه الجسم” الطبي أو “dysmorphophobia” هو اضطراب يندرج تحت فئة الأمراض النفسية والعقلية حيث لا يستطيع الشخص التوقف عن التفكير في العيوب التي يراها في مظهره، حتى لو كانت هذه العيوب طفيفة أو لا يستطيع الآخرون رؤيتها، لكنه يشعر دائمًا بوجود بعض النواقص في مظهره التي يحاول إخفاءها ويشعر بالحرج الشديد والخجل، والقلق لدرجة أنه يتجنب الكثير من المواقف الاجتماعية.  

وغالبا ما تدفع صور السلفي الأشخاص إلى التركيز بشكل أكبر على مظهرهم مثل الأنف وعيوب البشرة ومظهر الشعر وحجم العضلات بالنسبة للذكور مما يؤدي إلى وقوع عواقب نفسية خطيرة كالاكتئاب الشديد واضطراب القلق الاجتماعي (الرُّهَاب الاجتماعي) واضطراب الوسواس القهري واضطراب الشهية والذي يصل في أحيان كثيرة إلى محاولة إيذاء النفس بسبب عدم الشعور بالرضا عن المظهر مما يدفعهم في النهاية تشجعهم على اتخاذ خطوة إجراء عمليات جراحية تجميلية.

المشاهير والفلتر

للفلاتر ووسائل التواصل الاجتماعي الفضل الأكبر في فتح أبواب الشهرة والانتشار لفئات كثيرة من المجتمع وخاصة لمن يطلق عليهم اليوم لقب المؤثرين اجتماعيا، لدرجة أن تأثيرهم بات يتخطى مضمون تخصصهم، ليصبحوا نموذجا يُتّبع في السلوك والمظهر.

وأصبح كثيرون ممن يتابعونهم يلجؤون إلى عيادات التجميل للحصول على ملامح تشبه صور المؤثرين المفضلين لهم والمعدلة عبر الفلاتر أو تطبيقات التجميل أو حتى صورهم أنفسهم بعد التلاعب بها عبر التطبيقات.

في الماضي، كان الرسامين والمصوّرين وحدهم من يقومون تعديل الصور، واعتمدها سياسيون وفنانون كثر، من أجل التأثير السياسي والاجتماعي، أو إظهار القوة، أو للسيطرة على انطباعٍ المتلقي. هذه القدرة باتت في متناولِ الجميع الآن، عبر الهاتف وبرامج التواصل الاجتماعي.

هيفاء وهبي والفلتر

اثارت هيفاء وهبي ضجة واسعه بين متابعيها ومحبيها بعد ظهورها الأخير في لقاء صحفي في السعودية حيث ظهرت بملامح كبيرة ومختلفة تماما عما تظهره الصور التي تنشرها لنفسها في مواقع التواصل الاجتماعي

ويعكس عدم تقبل الجمهور لشكلها مدى تأثير الفلتر السلبي على المتابعين والمستخدمين على حد سواء وانعكاسه على الحالة النفسية عليهم فبعد ان كانت ايقونة ونموذجا يتبع في الجمال لمحبيها الذين يلهثون وراء الكمال، أصبحت في مرمى المحاكمة والمحاسبة والتنمر كونهم يرون بانه قد تم خداهم وجرهم لعمليات التجميل وغيرها من المشاكل التي لامست أيضا العلاقة بين الأزواج.

مقالات ذات صلة